خواطر إيمانية

فيض من أنوار أسماء الله الحسنى الودود

·  "الودود" اسم من أسماء الله الحسنى،لغة تعني : كثير الحب.
·  للشيخ الشعراوي قول في معنى اسم "الودود" : هو المحب لعباده والمحبوب لهم؛ومودة الله لعباده هى رحمته إياهم وتوفيقه لهم لطاعته ونيل رضاه؛ومودة المؤمنين لله تعالى تعني طاعته لما عرفوا من كماله في ذاته وصفاته وأفعاله وغفرانه.
·  ود الله وحبه للمؤمنين يتجلى في عطفه عليهم على قدر حاجتهم،وهو سبحانه وتعالى أعطانا قبل أن نعرف كيف نسأل؛ومثال على ذلك عطاؤه للجنين في بطن أمه،والجنين لم يتعلم الكلام والسؤال بعد.
·  إن كنا قد عرفنا قدر حب الله تعالى ووده،فكيف ننال هذه المحبة وهذا الود؟
يرشدنا سبحانه وتعالى للطريق المؤدي إلى اكتساب وده ومحبته؛وذلك بطاعة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والإبتعاد عما نهى عنه،فيقول جل وعلا:
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ وَاَللَّه غَفُور رَحِيم } (آل عمران 31) فإذا أحب الله عبداً فإن هذا العبد ينال حب الملائكة في الملأ الأعلى وحب حملة العرش الذي يستغفرون للمؤمنين كما في قوله تعالى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (غافر 8،7)،وكما بين لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل أني قد أحببت فلاناً فأحبوه قال فينادى في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض) وذلك قول الله : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَ?نُ وُدًّا} (مريم 96) .
·  ويقول الإمام الغزالي: "الودود" هو الذي يحب الخير لجميع خلقه،فيحسن إليهم ويثنى عليهم،وهو قريب من معنى "الرحيم" لكن الرحمة تستدعي من يستحق الرحمة والمضطر المحتاج،لكن "الود" لا يستدعي ذلك،فالود هو الإنعام من الله تعالى على سبيل الإبتداء لأنه عز وجل كان ودوداً في الأزل قبل أن يوجد من يستحق الود.
·  الود من الله عز وجل لعباده يعني : إرادته الكرامة والنعمة وإحسانه وإنعامه لهم؛فالفائدة هى لباب الرحمة والمودة وروحهما،وذلك هو ما نأمله ونتصوره في حقه سبحانه وتعالى.
·  الودود من عباد الله من يريد لخلق الله كل مايرده لنفسه،وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه،وكمال ذلك لا يستجيب لدواعي الغضب والحقد ولما ناله من أذى،فيمنعه ذلك عن الإيثار والإحسان،كما قال صلى الله عليه وسلم حيث كسرت رباعيته وأدمى وجهه الكريم (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) فلم يمنعه سوء صنيعهم عن إرادته الخير لهم،كما أمر عليه الصلاة والسلام علياً رضي الله عنه حيث قال (إن أردت أن تسبق المقربين فصل من قطعك،واعط من حرمك،واعف عمن ظلمك).
·  م. محمد موسى