خواطر ايمانية

ذكرى المولد النبوى الشريف


فى ذكرى المولد النبوى الشريف (570 ميلادية ) مولاى صل وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم محمد صفوة الباري ورحمته وبغية الله من خلق ومن نسم
- سيدى يا رسول الله : صلاة وسلاماً عليك فى يوم ذكراك وإجلالاً وتعظيماً لمقامك الشريف إلى يوم أن نلقاك ,لك كل التمجيد والتشريف والرفعة والتكريم والمقام المحمود من رب الوجود, والثناء والتوقير من الكون كله – ملائكته ورسله وكافة المؤمنين فى مشارق الأرض ومغاربها ( إن الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
- وصلاة الله على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هي رحمة ورضوان وتعظيم وثناء ورفع لمقامه الشريف إلى الدرجة التى لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى, وصلاة الملائكة على الرسول الكريم (ص) هى دعاء واستغفار وتوسل إلى الله أن يمجد عبده ورسوله وينزله أعلى المراتب ,وفى ذلك تشريف لهم حيث اقتدوا بالله جل وعلا فى الصلاة عليه وتعظيمه ,وصلاة المؤمنين على الرسول الكريم (ص) هى تضرع إلى الله تعالى أن يجزى رسوله الكريم بما هو أهل له من التكريم والرفعة والرضوان مكافأة له لبعض أفضاله على الخلق لأنه كان الواسطة العظمى فى كل نعمة وصلت إليهم وعلى رأسها القرآن الكريم, ونظراً لعجزهم عن تقدير مايوفيه حقه من الشكر فإنهم يطلبون من الخالق القادر جل وعلا أن يجزيه عنهم بخير ما جازى نبياً عن أمته, وهذا هو السر فى قولهم " اللهم صل على محمد "
**بوحى من الله تعالى جاء تكريم الرسول الكريم (ص) فى العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة, ومن ذلك قوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرك ) فإن اسمه الكريم يتردد على لسان كل مسلم: فى الشهادتين, فى الأذان للصلاة ,فى التشهد فى الصلاة ,فى خطبه الجمعة والعيدين ,فى أول الدعاء وأخره ,فى صدر كل خطاب أو مقال أو عقد زواج ,أو مجلس ذكر ,أو حفل جامع وغيرها من المناسبات.
- وقوله تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم )( وإن لك لأجراً غير ممنون )( وماينطق عن الهوى)(بالمؤمنين رؤوف رحيم )(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )(ولسوف يعطيك ربك فترضى )(ألم نشرح لك صدرك )
(من يطع الرسول فقد أطاع الله )(إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً )(لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنةً )(والله يعصمك من الناس)( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصراً عزيزاً )(وما أرسلناك إلا كافة للناس)( إنا كفيناك المستهزئين ) ( وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً )(عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)
** ومن الأحاديث النبوية الشريفة قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم ولافخر, وأول من تنشق الأرض عنه ولافخر , وأول من يأخذ بحلقة باب الجنة ولافخر , ولواء الحمد بيدى ولافخر )(أدبنى ربى فأحسن تأديبى )(أنا دعوة أبى إبراهيم وبشرى أخى عيسى )( من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا) ( إنما أنا رحمةً مهداه بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)(أعطيت خمساً لم يعطهن نبى قبلى :
1- نصرت بالرعب مسيرة شهر أى أيده الله بالنصر على أعدائه وهو على بعد مسيرة شهر منهم وذلك بإلقاء الرعب فى قلوبهم قبل أن يلقاهم .
2- جعلت لى الأرض مسجداً والتراب طهوراً .
3- وأحلت لى الغنائم ولم تحل لنبى قبلى .
4 - وكان كل نبى يبعث إلى قومه خاصة وبعثت للناس كافة .
5– أعطيت الشفاعة العظمى يوم القيامة .
** وعن شمائل ومناقب وصفات سيدنا رسول الله (ص) يتبارى الشعراء والأدباء والكتاب فى الكشف عن بعضها والاقتراب من أسرارها وصيغتها بما أوتوا من بلاغة وتشبيه وبيان وبديع ومن ذلك ماجاء فى قصائد أمير الشعراء أحمد شوقى : فعن يوم مولده يتغنى بأنه هدى أضاء الكون كله , واستقبله الزمان مبتسماً فرحاً مسروراً, ووصفته الملائكة بأنه خير بشرى للدين والدنيا ( ولد الهدى فالكائنات ضياء – وفم الزمان تبسم وثناء , الروح والملأ الملائك حوله – للدين والدنيا به بشراء)
- كما جعل يوم مولده يوماً يزهو ويفخر على سائر أيام الزمان أرضه وسمائه – نوراً وضياء – صباحاً ومساء ( يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه - بمحمد وضاء , والعرش يزهو والحظيرة تزدهي – والمنتهى والسدرة العصماء )
- وعن خلقه وبعض شمائله : الكرم – العفو – الرحمة , بقول الشاعر ( فإذا سخوت بلغت بالجود المدى – وفعلت ما لا يفعل الكرماء , وإذا عفوت فقادرا ومقدرا – لا يستهين بعفوك الجهلاء وإذا رحمت فأنت أم أو أب هذان فى الدنيا هما الرحماء )(زانتك فى الخلق العظيم شمائل – يغري بهن ويولع الكرماء )
- وعن ما جاء من شريعته السمحاء من دعوة إلى توحيد العبادة لله وحده ونبذ ما غير ذلك من الملل الأخرى ( بك يا ابن عبدالله قامت سمحة بالحق من ملل الهدى غراء , بنيت على التوحيد وهو حقيقة نادى بها سقراط والقدماء )
- وعن الديموقراطية فى نظام الحكم ( والدين يسر والخلافة بيعة والأمر شورى والحقوق قضاء, الإشتراكيون أنت إمامهم – لولا دعاوى القوم والغلواء , الحرب فى حق لديك شريعة ومن السموم الناقعات دواء )
وعن فضائل ماجاءت به أركان الإسلام من انصاف الفقراء ( والبرعندك ذمة وفريضة – لامنة ممنونة وجباء , جاءت فوحدت الزكاة سبيله – حتى التقى الكرماء والبخلاء , أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى فالكل فى حق الحياة سواء )
- وعن تفضيل المولى له عن سائر الأنبياء بتشريفه برحلة الإسراء والمعراج ومثوله فى حضرة رب العرش جل وعلا عند سدرة المنتهى ,وصلاة الملائكة والرسل خلفه فى المسجد الأقصى ( أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه والرسل فى المسجد الأقصى على قدم , لما خطرت به التفوا بسيدهم كالشهب بالبدء أو كالجند بالعلم ,صلى وراءك , منهم كل ذى خطر – ومن يفز بحبيب الله يأتمم , جبت السماوات وما فوقهم بهم – على منورة (د رية اللجم , حتى بلغت سماء لا يطار لها على جناح ولا يسعى على قدم , وقيل كل نبى عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم .
- وعن حال جهل الناس قبل بعثته, وهدايته وفضله عليهم ( أتيت والناس فوضى لا تمر بهم – إلا على صنم قد هام فى صنم , والأرض مملوءة جوراً مسخرة لكل طاغية فى الخلق محتكم , خططت للدين والدنيا علومهما يا قارئ اللوح بل يالامس القلم )
- وعن نشأته وبعثته وعلمه ( نعم اليتيم بدت مخايل فضله واليتم رزق بعضه وذكاء , وأرسل عائلاً منكم يتيما- دنا من ذى الجلال فكان قابا , نبى البر بينه سبيلاً وسّن خلاله وهدى الشعابا وعلمنا بناء المجد حتى أخذنا إمرة الأرض اغتصاباً , فما عرف البلاغة ذو بيان إذا لم يتخذك له كتابا)
- وعن شرف مدحه من أبناء أمته وأتباعه ( أبا الزهراء قد جاوزت قدرى بمدحك بيد أن لى انتسابا , مدحت المالكين فزدت قدرا فحين مدحتك اجتزت السحابا , ما جئت بابك مادحا بل داعيا ومن المديح تضرع ودعاء.
- وعن شفاعته للأمة الإسلامية دون أن يكون له هو شفعاء ,وعن سقياه للمسلمين من حوض الجنة ( يا من له عز الشفاعة وحده – وهو المنزه ما له شفعاء , عرش القيامة أنت تحت لوائه – والحوض أنت حياله السقاء , تروى وتسقى الصالحين ثوابهم – والصالحات ذخائر وجزاء .
**فاللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته , واحشرنا تحت لوائه , وأوردنا حوضه , واسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها ابداً يارب العالمين .
يارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا – و اغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم , مولاى صل وسلم دائماً أبداً - على حبيبك خير الخلق كلهم وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه ومن سار على هديه واقتدى بسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين , وكل عام والشركة ومصر والأمة الإسلامية كلها بخير .
مهندس / رزق الشناوى