الواحة

السير عكس الإتجاه

الأخلاق والضميرهما وجهان لعمله واحدة قد يَظن البَعض أنها عملة قديمة لاتنفع ولاتشفع وأن الفهلوه واللعب بالثلاث ورقات وعدم تحمل المسؤلية واللامبالاه والسير عكس الإتجاه هى العملة الرابحة في هذا الزمان .. فاكرنها شطاره والأدهى من ذلك إن هذه السلوكيات السيئة بدأت تتفشي و تتغلغل في مجتمعنا وتكاد تسبب شرخاً وجرحاً للشخصية المصرية الأصيلة المعروفة بالشهامة والرجولة والمروءه والإقدام والموجودة بداخل كل واحد فينا , وأصبح من الطبيعي أن تشاهد يومياً في الأجيال الجديدة سلوكيات تخالف العادات والتقاليد والأعراف ولاتملك أن تغيرها بسهولة فتجد شاب ربنا يديله الصحة جالس في المترو وواقف أمامه عجوز أومريض أوحامل دون أن يحرك فيه ساكناً أو عامل بيتكاسل عن أداء عمله وبيعطل مصالح الأخرين وصور أخري عجيبه وغريبه الشأن فتري صوان للعزاء وفي الحاره اللي جنبه فرح بنت الجيران دي جي وخبط ورزع طول الليل ولو كلمت حد منهم يقول لك منفرحش يعني ولاإيه !! ولاسلوكيات سواقين الميكروباصات والتكاتك والموتسكلات في الشوارع ولاهواية تطويح الزبالة من البيوت والعربيات ولا مقالب الباعة الغشاشين ولامطاردة المتسولين للمواطنين ولوعاتبت واحد منهم تسمع مالايرضيك, وسينطبق عليك المثل القائل " جنت على نفسها براقش" أليست هذه الممارسات وغيرها تكشف لنا صوراً مغايرة لمفهوم الحرية ولا يقرها شرع ولادين ولا عادات ولاتقاليد لماذا لانواجهها ونقضي عليها لنلحق بركب الحضارة والتقدم من جديد والحل بسيط لأصحاب الهمم والضمير إبدأ بنفسك وبأهلك واتغير للأفضل ..
يقول المولي عز وجل "إن الله لايغير مابقوم حتي يغيرو ما بأنفسهم " ويقول صلي الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " فلو بدأنا بالنشىء الجديد.. واقتطع كل رب أسرة من وقته القليل ليعلم أولاده ماكان يغرسه فينا أباؤنا من أخلاق طيبة وسلوكيات حميدة مثل حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .."لاتؤذي جارك .. اخلص في عملك من جد وجد..إحترم الكبير وإعطف علي الصغير.. وغيرها من المثل الجميلة والتي لو تتبعتها الأم ثم المدرسة لربحنا هذا جانب الجانب الثاني اننا بحاجة إلى مبادرات مجتمعية بوسائل الإعلام ودور العباده والجامعات للإرتقاء بالذوق العام وإحياء بعض السلوكيات الحميده بالبيت والشارع والعمل وتوعية الناس بكيفية التعامل الحضاري ، كأدب الإعتذار لمن أخطأ بالقول عن قصد أوغير قصد وإحترام حقوق الآخرين والحفاظ علي نظافة المكان المتواجد فيه والتعاون والعمل بروح الفريق دون كبر أوتفضل مثلما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في بعض أسفاره إذا أمر بإعداد الطعام.. فقال رجل يا رسول الله علي ذبحها وقال آخر علي سلخها وقال آخر علي طبخها فقال صلى الله عليه وسلم وعلي جمع الحطب وهو أصعب عمل لقلته بالصحراء الحارقة فقالوا يا رسول الله نحن نكفيك فقال قد علمت أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه وقام صلى الله عليه وسلم وجمع الحطب..رساله للملايين ونحن نبني مصر من جديد؟!إذا كنت بتحب البلد دي ابني لإبنك أخلاقه وضميره ومتهدمش.
*عمرو صبرى