الواحة

موظف في مصر أم الدنيا

أحلى حاجه إنك تنام على أمل إنك تصحى الصبح علشان تروح شغلك ، وياسلام لو الواحد يريح يوم كده من الصحيان بدري ويقضيها نوم لحد الضهر ويصحى يلاقي مراته محضراله الفطار المتين مع كوباية شاي مظبوطة ، وفي الصيف ده مفيش مانع نلاقي شقة بطيخ ساقعة تطري على القلب ، وبلاش ياعم توجع دماغك وتفتح التليفزيون على السياسة ومين مات ومين عاش ومين مظلوم ومين ظالم ، هاتلنا فيلم عربي قديم نستمتع بالكوميديا اللي فيه أو يكون فيه لقطة في شوارع القاهرة زمان ونقول للي جنبنا يااااه شايفين الحياة كانت حلوة إزاي أيام زمان ، يارتني كنت عايش في الوقت ده ، ساعتها هيكون كل همي تلميع الجزمة وتظبيط زر الطربوش ومسك المنشة في الصيف علشان أبعد عن وشيي الدبان ، وأخد بالي وأنا نازل للشغل إني أحط في شنطتني الأنتيكه نص الكم بتاع الوظيفة والمنديل القماش اللي يحمي ياقة القميص الأبيض من العرق ، يااااه والله زمان ياجدعان ، بس حاول بقى متشغلش التكييف حتى لو الجو حر افتح ياعم البلكونة أو الشباك واتحمل شوية بلدك في أمس الحاجة لتوفير الكهربا ،
ولو مش عندك تكييف وفقير وعلى أد حالك مفيش مانع تشغل مروحة السقف على أقل درجة أهو منها تلطف الجو شوية وكمان أهي أرحم من التكييف ، ولو هتقولي والله معنديش حتى مروحة سقف بسيطة هات ورقة كرتون متينة واعملها منشة ونش بيها على وشك ، وأهو كلها ساعتين والجو يهدى والليل يدخل والجو يبقى عال العال ، ولا أقولك ، أحسن بلاش تأجز ، إنت أحسن تصحى بدري تروح شغلك وأهو هناك هتلاقي التكييف ببلاش وعلى حساب الحكومة ربنا يخللنا الحكومة يارب بتتعب معانا برضه ، بس بقى لما تروح شغلك أوعى تطبق ولا أي حاجه من اللي قولتلك تعملها في بيتك ، يعني براحتك بقى يابرنس شغل التكييف على أسقع درجة ونور النور بتاع المكان كله ، يعني هو كان مال أبونا ،
ولما توصل الشغل ابقى كلم المدام ووصيها متشغلش التكييف ولا المروحة علشان الفاتورة بتاعة الكهربا جت الشهر اللي فات عالية أوي ، وصحيح هو أنت يعني هتجيب منين يعني ، هى الوظيفة بتديك أيه ، دول كلهم كام ملطوش ميكفوش يأكلوك عيش حاف ، أي نعم إنت بتاكل يوم سمك ويوم فراخ ويوم لحمة ويوم بتخليه فري يعني أكله مجاني بتقضيها سندوتشات من الراجل بتاع الكبدة اللي على ناصية شارعكم ، بس معلش اتحمل شوية علشان بلدك ، وبرضة فرصة تريح مراتك يوم من الطبيخ ، وأهو تبقى خدمة تتحسبلك عند الست المدام تنفعك ساعة الزنقة ، ولو كنت فعلاً من معدومي الدخل وبتقبض من الوظيفة كام قرش يادوبك يركبوك الميكروباص كل يوم ، مفيش مانع تفتح درج مكتبك علشان تكمل مصاريف العيال ، يعني هتعمل أيه يعني ، وأهو الضرورات تبيح المحظورات ، بس إوعى شغلك يلهيك عن صلاة الضهر ، وبعد الصلاة بلاش بقى توجع دماغك وترجع تفتح ملفات وتبدأ تكمل الشغل اللي في إيديك ، دي كلها نص ساعة وهتقوم تروح ، على ماهتفتح الملف فيهم هتكون النص ساعة خلصت ،
الأحسن إنك تفتكر في الوقت ده الطلبات اللي المدام قالتلك تجبها معاك وانت راجع ، بس متجبش حاجة من السوق اللي جنب الشغل علشان البياعين اللي فيه حرامية ومش بيتقوا ربنا في البيع والشرا وعارفين إنك موظف وفاكرين ياما هنا ياما هناك ، وانت ياحول الله زي مابيقولوا الصيت ولا الغنا ، ابقى هات طلباتك من السوق اللي بعد المزلقان ، البياعين هناك أي نعم مفيش عندهم زمة أوي في الميزان بس أهوم بيسبوك تنقي على كيفك حاجة حلوة ، ولما تروح ريحلك شوية كده مدد فيهم رجليك علشان تلحق تنزل شوية على القهوة على ما المدام تحضر الأكل ، وأهي فرصة تشوف حبايبك الأستاذ عبدالمعين سواق المكيروباص جارك ، وحبيبك المعلم ابراهيم اللي فاتح ورشة ميكانيكي قدام القهوة ، وفك نفسك بكلمتين معاهم ياجدع وخصوصاً مع ابراهيم الميكانيكي ، ماهو كل يوم بتقولوا نفس الكلام ، وخدلك كوباية شاي سكر زيادة وشدلك نفسين شيشة مع دورين طاولة وقوم في السريع أجري على البيت يحسن أم العيال تستعوئك ، وتلاقيك جعان إتعشى ونام علشان بكرة يوم جديد ، وجسمك محتاج راحة مش كده ولا أيه ، تصبح على خير يا باشا ، ونشوفك كل يوم هنا معانا في مصر أم الدنيا .
**وفقي فكري