خواطر ايمانية

سهراية رمضانية فى رحاب الأزهر الشريف مع الإمام الدكتور عبد الحليم محمود

عزيزى القارئ تخيل نفسك أنك مدعو لحضور إحدى السهرات الرمضانيه00فى مجلس علم بالأزهر الشريف وأن المحاضرهو الإمام الجليل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق الذى كان يتلألأ مجلسه نوراً وتحفه الملائكه من كل جانب00 إنتبه !! فقد بدأ الدرس:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبع هديه إلى يوم الدين يقول الله تعالى " شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان "
ويقول سبحانه " إنا أنزلناه فى ليلة القدر" يخبر سبحانه وتعالى عن هذه الليله أنها خير من ألف شهر إذ تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر وهى فضلا عن ذلك : سلام يستمر من غروب الشمس حتى مطلع الفجر،ومن أجل هذا الفضل العظيم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد لها بالعبادة ويهيئ الجو الروحى المناسب لنزول الملائكة والروح والمناسب للسلام القلبى الذى هو ثمرة التوبه والإنابة والتقوى والذى هو اطمئنان إلى الله فيخاطبها سبحانه خطاباً تفهمه " ياأيتها النفس المطمئنه":ارجعى إلى ربك فى هذه الدنيا وفى الآخره- راضية- عن الله مرضيهً منه-فادخلى فى عبادى-عاجلاً- وادخلى جنتى آجلاً"
وكانت التهيئه التى يقوم بها صلى الله عليه وسلم استعداداً لشروق نور هذه الليلة الشريفة إنما هى الاعتكاف،وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف عادة فى العشر الأواخر من رمضان،فيدخل المسجد قبل غروب شمس اليوم العشرين من الشهر المبارك: يدخل متفرغاً للعبادة متجهاً إلى الله بكل كيانه وقد كان صلى الله عليه وسلم يحث الصحابة على هذا الاعتكاف ويشجعهم عليه التماساً لمرضاة الله تعالى وتعرضاً لإشراق ليلة القدر وهى ليلة يكون فيها انتشار الروحانيه بقراءة القرآن والصلاة والذكر وتنزل فيها الملائكه طائفة بالذاكرين مستغفرة لهم ومصليه عليهم ومبشرة لهم00
عن أنس رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا كان ليلة القدر نزل جبريل فى كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أوقاعد يذكر الله تعالىً
ويقول الله سبحانه وتعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاتخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ماتشتهى أنفسكم ولكم فيها ماتدعون نزلاً من غفور رحيم)
إن أنوار المؤمنين المتبتلين فى تلك الليلة تتلألأ متألقه فيما بينهم وتمتزج فتجذب بتلألئها الأرواح الملائكية فتقترب من المتعبدين فتزيد فى الصفاء فيكون إنشراح الصدور ووضع الأوزار التى تنقض الظهور ويكون غسل القلب بالماء والثلج والبرد وتتوفر بكل ذلك وسائل التعرض لنفحات الله" (( إن لربكم فى أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها )) وليلة القدر من نفحات الله التى يستجاب فيها الدعاء وتغفر الذنوب للتائبين المنيبين وهى فى أوتار العشر الأواخر من رمضان00
يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخارى رضى الله عنه ((تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان))
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ولكن أى ليلة هى ؟ لقد أغفاها الله سبحانه لحكمه هى إحياء عدد من الليالى فى طاعة الله التماساً لها أما هذا الذى وهبه الله التوفيق فأحياها ملتمساً مرضاة الله فإن الله يغفر له ماتقدم من ذنبه يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الأمام البخارى رضى الله عنه :
((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)) وروى الإمام الترمذى عن عائشه رضى الله تعالى عنها قالت (( قلت : يارسول الله : أرأيت إن علمت أى ليلة ليلة القدر ماأقول فيها ؟ )) قال صلى الله عليه وسلم
(( قولى : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنى )) رحم الله الإمام الجليل وألحقنا به على خير
نقلها لكم : عمرو صبرى