الواحة

رسول الله.. خط أحمر

ما أشبه اليوم بالبارحة نفس المكائد و الأحقاد و الكراهيه و الزور والبهتان التى تحاك ضد رسول السلام منذ فجر الإسلام وحتى الآن من بعض الشخصيات الحاقدة و غير السوية التى أصاب قلوبهم و عقولهم العفن فزين لهم الشيطان الباطل على أنه حق أمثال الكاتب البريطانى سلمـان رشدى صاحب كتاب آيات شيطانية و المتعصب الهولندى فيلدرز صاحب فيلم فتنة الذى اعتبر المسلمين إرهابيين و أخيراً فيلم براءة المسلمين و الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم و التى تنم عن حقد دفين من هؤلاء و غيرهم و تأتى دليلا على تنامي الخوف الأوروبى من التأثير الروحانى و العقائدى للدين الإسلامى الذى يغزو العقول ويكسب القلوب طمأنينة و سكوناً وعلى الرغم من هذه المحاولات البائسة و اليائسة فقد أقبل الآلاف من الأوروبيين بعد هذه الإساءات المتكررة على المكتبات لشراء المصاحف الإلكترونية المترجمة والكتب التى تتحدث عن الإسلام مما أدى إلى نفاذها من الأسواق و إسلام عدد كبير منهم و السؤال الذى يطرح نفسه الآن كيف ندافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكلنا فداء له ونحن على الحق و هل الدفاع عن الحبيب يكون بقذف الحجارة أو بالشجب و الإدانة أو بقتل الدبلوماسيين و هل هذا علاج للأزمة أو يزيدها اشتعالاً وهل هذا الدفاع يوافق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مثل هذه المواقف أم لا ؟؟؟و الإجابة نستلهمها من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أتاه يوماً رجل من الكفار و هو نائم تحت شجرة فقال له ما يمنعك منى الآن يا محمد ؟ فقال النبى صلى الله عيه وسلم : الله 000 فسقط السيف من يد الرجل فأخذه منه النبى صلى الله عليه وسلم و قال له: ما يمنعك منى الآن؟ فقال الرجل للنبى صلى الله عليه وسلم : عفـوك يا رسول الله فعفا عنه النبى صلى الله عليه وسلم فهل رد النبى صلى الله عليه وسلم على هذا الإيذاء بالإيذاء لا و الله و لكن قابله بعفو و غفران و هذا كان منهج رسول الله فى كل أحواله يقابل الإساءة بالإحسان ولهذا لابد أن يسير دفاعنا عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فى هذا الاتجاه الصحيح و المتمثل فى عدة أمور:

أولاً : بالنسبة للعامة :
التعبير عن الرأى و حرية التظاهر و الإعلان عن الغضب مكفول للجميع ولكن دون تعدى على الممتلكات أو حصد للأرواح و أفضل دفاع عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تتحول هذه الإساءات إلى مصادر للطاقة لدينا فى التمسك بديننا الحنيف و سنة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم و أخلاقه الحميدة فلم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من أمور الدنيا إلا وبينه كما يجب, ولا خير بين أمرين إلا و اختار أيسرهما و أوصانا بسنته فهل نحن حافظنا على الوصية بحق وجعلناه قدوتنا في كل علاقاتنا وشئوننا؟ فها هى الفرصة قد جاءتك أيها المحب لرسول الله سواء كنت طبيبا أو مهندسا أوشرطيا أو محاسبا أو فنانا أو عاملا أو فلاحا أو ... فماذا أنت فاعل ؟!!!
ثانياً: بالنسبة للخاصة:
القوى السياسية ووزارة الخارجية و جامعة الدول العربية لابد من الضغط على الأمم المتحدة لاستصدار قرار بتجريم الاعتداء على الأديان أو الإساءة إليها و أن الرسول صلى الله عليه وسلم و المقدسات الإسلامية خط أحمر لا يجوز تجاوزه و هو إتجاه أكد عليه الرئيس محمد مرسى في كلمة أمام الدورة 67 للأمم المتحدة بقوله "ما وقع من تصرفات من بعض الأفراد ومن إساءة لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم نرفضه ولا نقبله ونعادي من يفعله ولا نسمح لأحد أبدا لأحد إن يقول ذلك بقول أو بفعل إن ذلك يتعارض مع أبسط مبادئ المنظمة التي نجتمع في ظلها اليوم حتى أضحى ذلك ظاهرة لها عنوان كراهية الإسلام والإسلاموفوبيا .
ثالثاً: بالنسبة للأمة :
لابد أن تتكاتف المؤسسات الدينية مع الدول العربية و الإسلامية و فى مقدمتها الأزهر الشريف لإطلاق حملة بكل لغات العالم للتعريف بالنبى صلى الله عليه وسلم و تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام بكل من دول أوروبا و أمريكا وأطمئن نفسي وأطمئنكم بقوله تعالى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللّهُ مُتِمّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [سورة: الصف الآية8 -9] **عمرو صبري