الواحة

6 أكتوبر يوم العزة و الكرامة

على الرغم من مرور 39 عاماً على حرب السادس من أكتوبر عام 1973 يوم لاينسى فى تاريخ العالم إلا أن ذكراها العطرة تذكرنا دوماً بيوم رفع فيه المصريون رؤوسهم أمام العالم فى و احدة من أقوى و أشرس الحروب التى خاضتها مصر مع العدو الصهيونى لاسترداد أرضها المسلوبة ( شبه جزيرة سيناء )0
حيث استطاع المصرى أن يدك حصون العدو و يفتت كيانه ويهدم أسطورة الجيش الذى لا يقهر و سطرت فيه العسكرية المصرية أروع و أعظم الخطط و البطولات الحربية التى مازالت حتى الآن تدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية كأحد النماذج فى العبقرية العسكرية المصرية و منها عبور قناة السويس و سط لهيب النيران و اقتحام خط بارليف الحصين و من بين الأعمال الهامة و التى كانت سبباً فى انتصارات أكتوبر المجيدة حائط الصورايخ الذى تم بناؤه أثناء حرب الاستنزاف و شارك فى بنائه مع قادة الدفاع الجوى و سلاح المهندسين معظم شركات المقاولات المصرية و فى مقدمتها المقاولون العرب وسط قصف مستمر من العدو الإسرائيلي 0
يقول الفريق زاهر عبد الرحمن قائد قوات الدفاع الجوى الأسبق ( حرب الاستنزاف أكسبت الضباط القدرة على بناء حائط الصواريخ و قد حاولت إسرائيل تدميره ,فأسقطنا لها 17 طائرة و إصابة 34 أخرى وقد بدأ التنفيذ لبناء الحائط بحشد كميات هائلة من المواد الهندسية وصلت إلى 300 مليون متر مكعب من أعمال الحفر و الردم و 3 ملايين من الخرسانة و مئات الكيلومترات من الطرق و المدقات و اشترك فى البناء معظم شركات المقاولات المصرية مع زملائهم من ضباط و جنود القوات المسلحة و استمرت إسرائيل فى مهاجمة قواعد الصواريخ الجارى إنشاؤها و استشهد العديد من رجال و شباب القوات المسلحة و المهندسين و العمال المدنيين من شركات المقاولات و سالت الدماء على أرض مصر فى سبيل تحرير الأرض و استكمال تنفيذ بناء القواعد 000
و كانت المفاجأة الكبرى لإسرائيل فقامت فى نفس اليوم بهجوم جوى بعدد 24 طائرة مقاتلة وكانت النتيجة تدمير أربع طائرات و أسر ثلاثة طيارين و استمرت محاولات إسرائيل لتدمير شبكة الصواريخ لمدة 38 يوماَ و كانت خسائر الجانب الإسرائيلي كما تم نشره فى مجلة aviacion week هو تدمير 17 طائرة و أصابة 34 طائرة وقد أطلقت المعاهد الاستراتيجية العالمية على هذا التجميع ( حائط الصواريخ ) أسبوع تساقط الطائرات الفانتوم0 و على الرغم من أن قرار الحرب إتخذه الرئيس محمد أنور السادات على مسئوليته إلا أن طوائف الشعب كله قد إتخذت نفس القرار عقب هزيمة 67 المريرة و انتظر هذه اللحظة الفارقة فى تاريخه فقد ترك الأب و أولاده الصغار و العريس عروسه و الشباب طموحاته و انطلقوا جميعاً على قلب رجل واحد لتحقيق النصر لمصر و كان يوم السادس من أكتوبر بحق يوم لاستعادة العزة و الكرامة وكان من أهم ما تناقلته وسائل الإعلام آنذاك قول الرئيس الإسرائيلي السابق حاييم هرتزوح لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 و كان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانو ا صبورين كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا كانوا يعلنون الحقائق حتى بدأ العالم الخارجى يثق فى أقوالهم و بياناتهم000
ويصف الجنرال شموائيل جو نين قائد الجيش الإسرائيلي الوضع فى سيناء:
كان الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات و كنا نطلق عليه النار و هو يتقدم و نحيل ما حوله إلى جحيم و يظل يتقدم و كان لون القناة قانياً بلون الدم ورغم ذلك ظل يتقدم أما بعد نشوة الانتصار فيقول الرئيس أنور السادات فى خطابه يوم 16 أكتوبر 1973 لقد حاربنا و نحارب من أجل السلام الوحيد الذى يستحق و صف السلام 000 و هو السلام القائم على العدل 000 فالسلام لا يفرض 000 و سلام الأمر الواقع لا يدوم و لا يقوم 000 إننا لم نحارب لكى نعتدى على أرض غيرنا بل لتحرير أرضنا المحتلة و لإيجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين0