رياضة

الإدارة الرياضية وثقافة مكافحة الفساد

فى البداية دعونا نعترف بأن الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة باتت محط اهتمام السواد الأعظم فى مجتمعنا بجميع مستوياته الثقافية والإجتماعية من هنا وبات الإهتمام بالأندية والإتحادات الرياضية لكونها تشكل كيانات هامة داخل المجتمع وتلعب دوراً كبيراً فى تغير ثقافة المجتمع لكن من الأجدى أن نطرح بعض الأسئلة وهى :
هل توجد لدى هذه الأندية والإتحادات التى تدير تلك المنظومة ثقافة محاربة الفساد من خلال الدور الذى يجب أن تقوم به؟
وهل يعلم هؤلاء أن أموال تلك الأندية وهذه الإتحادات أموال عامة والقائمون على إدارة تلك الأندية وهذه الإتحادات فى حكم الموظفين العموميين؟
وهل تعلم الأجهزة الفنية والإدارية والطبية واللاعبون أنهم فى إطار علاقتهم التعاقدية مع الأندية يلاحقهم قانون العقوبات بعقوبة الجنائية فى حالة الإخلال بالتزاماتهم التعاقدية وهى إحدى الجرائم المنصوص عليها من جرائم العدوان على المال العام ؟
وهل يعلم الأفراد العاديون الذين يتعاملون مع تلك الإدارات فى تلك المنظومه فى حالة وجود ثمة فساد يلاحقهم قانون العقوبات بالعقاب بالمواد المنصوص عليها فى الباب الرابع وهى الخاصة باختلاس المال العام والعدوان عليه والغدر ؟
قبل الإجابة عن تلك الأسئلة يجب أن نشيد بثقافة المشرع المصرى فى التعامل العقابى من أجل ملاحقة مرتكبى جرائم العدوان على المال العام لكن تبقى ثقافة مسئولى الأندية والإتحادات الرياضية وجميع المتعاملين فى هذا الحقل الرياضى سواء اللاعبون أو الأجهزة الفنية أو الإدارية أو الطبية أو الإعلام والمقصود بهذه الثقافة أن يعلم هؤلاء جميعاً أن القانون الجنائى يضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه اهدار المال العام ، فقد تصل العقوبة فى بعض الأحيان إلى السجن المؤبد ولم لا وأن تلك الأموال هى أموال أعضاء النادى وأموال الإيرادات والإعلانات والدعم من الدولة والدعم من الشركات الراعية.
فهذه الأموال يجب أن تنهض بالأعضاء العاملين بتلك الأندية فكرياً واجتماعياً ورياضياً ولا يجوز أن تهدر هذه الأموال فى شراء لاعبين لا يتم الإستفادة منهم ولا يجوز اهدارها أيضاً فى أعمال السمسرة وخلافه والمنتشرة بطريقة مقززة فى الوسط الرياضى .
من هنا بات ضرورياً أن تتغير ثقافة الإدارة الرياضية نحو مكافحة الفساد ، فالرياضة هدفها هو النهوض بمستوى المجتمع فالتربية الرياضية تقدم خدمات جليلة للمجتمع عن طريق تحسين الحياة الصحية وترسيخ القيم والأخلاق والصفات الحميدة مثل القيادة الحكيمة والإيثار وتحمل المسئولية والتعاون واحترام الآخرين وكل ذلك يمكن تطبيقه داخل الملعب وهو أساس النجاح ولا مناص أيضاً عن وجود مركز إعلامى على أعلى مستوى فنى وتقنى فى كل ناد واتحاد رياضى يكون لديه ثقافة نشر وغرس القيم الرياضية السامية وتوفير المعلومات بموضوعية وحياد دون العمل لحساب شخص ضد آخر لتجنب الشبهات !!
ونقل الوقائع دون تحريف وتكوين رأى عام رياضى يتحلى بالمسئولية وبصواب الرأى وفى النهاية فإن الرياضة هى لتهذيب النفوس وليست لشئ آخر غير ذلك!!