طبيب الاسرة

روشتة للوقاية والعلاج من آلام أسفل الظهر

تعتبر آلام أسفل الظهر من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً بين الناس ويأتى فى المرتبة الثانية بعد نزلات البرد كسبب للتردد على الأطباء ، ولقد وجد فى آخر الإحصائيات أن 80% من سكان المعمورة عانوا أو يعانون أو سوف يعانون من نوبة حادة من آلام أسفل الظهر فى فترة ما من حياتهم . وهناك أكثر من ثمانية ملايين فرد يصابون بآلام أسفل الظهر سنوياً ..منهم 4% يكون السبب عبارة عن انزلاق نواة القرص الغضروفى ويحتاج 10% من هذه الـ 4% إلى تدخل جراحى بينما الـ 90% الباقية يتحسن بالعلاج والراحة بعد فترة تتراوح من أسبوع إلى ثمانية أسابيع ، ومن الناحية الاقتصادية تشكل آلام أسفل الظهر عبئاً كبيراً على المريض وأسرته بل وعلى المجتمع ككل حيث ينقطع المريض عن عمله مما يؤدى إلى قلة الإنتاج وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى مشاكل نفسية بسبب كثرة تعاطى الأدوية والتردد على الطبيب بصفة دورية ومستمرة .
أسباب آلام أسفل الظهر : كثيرة جداً ومتفرعة وتزيد حقيقة عن مائة سبب أهمها باختصار شديد :
أسباب ميكانيكية : وتمثل أكثر من 90% من أسباب آلام أسفل الظهر والمقصود بها استعمال الظهر بطريقة خاطئة وغير صحيحة فى الأنشطة اليومية مما يعرض منطقة أسفل الظهر لإجهاد شديد ينتج عن تقلص مزمن أو حاد بالعضلات المحيطة بالعمود الفقرى أو انزلاق نواة القرص الغضروفى مما يؤدى إلى اختناق بأحد الجذور العصبية المغذية للطرف السفلى ويظهر ذلك فى صورة ألم شديد جداً لا يطاق مع تنميل وخدلان بأحد الطرفين السفليين أو هما معاً .
وكما قلنا سابقاً إن نسبة الإنزلاق الغضروفى لا تتعدى 5% من أسباب آلام اسفل الظهر وأن أقل من 10% فقط يحتاج لتد خل جراحى وأن أكثر من 90% منهم يمكن علاجه بالعلاج التخصصى والراحة وبدون تدخل جراحى ويدخل تحت الأسباب الميكانيكية أيضاً ضيق القناة النخاعية أو قناة الجذور العصبية وأيضاً خشونة المفاصل الزلالية بين كل فقرتين أو خشونة القرص الغضروفى عند تقدم السن مما يؤدى إلى عدم قدرة القرص الغضروفى على تحمل الإجهاد الذى يقع على منطقة أسفل الظهر.
أسباب روماتيزمية : مثل مرض تيبس العمود الفقرى الذى يصيب شباب الذكور أكثر من الإناث فى سن تتراوح من 25-40سنة وينتج عنه آلام مزمنة (أكثر من 3شهور) بأسفل الظهر تزيد جداً فى الصباح عند الاستيقاظ من النوم يصحبها تيبس فى الحركة وتتحسن هذه الأعراض مع الحركة أو ممارسة أى تمرين علاجى وتكون مصحوبة بأعراض وعلامات أخرى كثيرة يعرفها فقط طبيب الروماتيزم المتخصص، أيضاً من ضمن الأسباب الروماتيزمية مرض الإلتهاب المفصلى الصدفى ومرض الروماتويد ، وأيضاً هناك أسباب كثيرة مثل التهاب المفاصل المعوى (مصاحب بأمراض معوية ) والإلتهاب الليفى العضلى الذى يكون مصاحب بقلة فى النوم أو عدم الراحة فى النوم وبعبارة أدق عدم الإشباع من النوم (فالمريض إما أنه يقلق كثيراً أو ينام كثيراً ويستيقظ وكأنه لم ينم شيئاً).
أسباب متعددة : أهمها على الإطلاق مرض هشاشة العظام ومرض لين العظام وأمراض الغدة الدرقية والجار درقية ومرض سواد البول أو (الكابتنيوريا) وبعض الأمراض الوراثية .
الضغط النفسى: مثل الإكتئاب والروماتيزم النفسى الذى يؤى إلى إجهاد عضلات الظهر وتقلصات شديدة تؤدى إلى حدوث الألم الذى لا يستجيب للعلاج التقليدى الذى يستعمل فى علاج آلام أسفل الظهر .
أسباب بكتيرية : مثل خراج العظام أو الإلتهاب السحائى أو الإلتهاب البكتيرى للقرص الغضروفى .
بعض أمراض الجهاز البولى التناسلى: مثل المغص الكلوى والحالب والمثانة البولية وتقلصات الرحم والتهاب المبايض والبروستاتا.
بعض أمراض الجهاز الهضمى: مثل قرحة الإثنى عشر والتهاب الحويصلة المرارية والبنكرياس والقولون العصبى .
بعض الأورام الحميدة والخبيثة وبعض أمراض الدم وقصور الدورة الدموية.
كيفية تجنب حدوث آلام أسفل الظهر:
عند الراحة و النوم : تجنب النوم على سطح إسفنجي أو ناشف جداً مثل الأرض أيضا تجنب التعرض لتيار هواء مباشر أثناء النوم
عند الحركة من و إلى الفراش: استعمل الأسلوب الصحيح لذلك .
الجلوس على المكتب أو أثناء قيادة السيارة يكون الظهر مستنداً تماماً مع الاحتفاظ بزاوية الجلوس 90 درجة ( فلا تنحني إلى الأمام و لا تنطرح للخلف ) .
عند الوقوف : قف مستقيماً و الصدر لأعلى و البطن للداخل .
استعمال الطريقة لحمل الأشياء : ثني الركبتين و في استقامة الظهر .
المحافظة على الوزن المثالي للجسم حيث أن كل واحد كيلو زيادة يقابلة ( 10) كيلو إجهاد في منطقة اسفل الظهر.
بدء النشاط اليومي بمزاولة بعض التمرينات البسيطة التي تساعد في مرونة العضلات حتى تعمل بكفاءة تامة مما يقلل من حدوث تقلصات و بالتالي حدوث آلام. يجب القيام بعمل برنامج تدريبي يومي لمدة 15-30 دقيقة على الأقل 3 مرات أسبوعيا و ذلك للمحافظة على المفاصل والعضلات التي تدعم الظهر و تبقيه في وضع متوازن أو المشي لمدة نصف ساعة يومياً.
التوقف فوراً عن ممارسة أي تمرين يسبب لك أي ألم .
العلاج:
الراحة التامة بالسرير لمدة تتراوح من أسبوع- أسبوعين في و ضع استرخاء. (و ذلك إن لم يكن هناك اضطرابات في التحكم في البول و البراز) مع استعمال كمادات ساخنة وتدليك خفيف .
العلاج الدوائي و يتمثل في المسكنات و مضادات الالتهاب و أحيانا بعض المهدئات
العلاج الطبيعي
و يتمثل في التمرينات العلاجية بالإضافة للعلاج الحراري ( موجات قصيرة أو أشعة تحت الحمراء أو موجات فوق صوتية ) أو العلاج الكهربي و يتمثل في التيارات المتداخلة أو تيارات أخرى يراها الطبيب المعالج أو العلاج المائي.
د. سعد شعبان
استشارى العلاج الطبيعى بالمركز الطبى للمقاولون العرب