خواطر ايمانية

العمل والعمال

• سنة حميدة وتقليد حسن أن يخصص يوم كل عام للتذكرة بفضيلة حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة – وهى العمل – وتكريم العاملين المخلصين الأمناء / عرفاناً بفضلهم على مجتمعاتهم وعلى البشرية عامة فقال تعالى فى أمر إلهى ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) – (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً)
• والعمل ليس قاصراً على العمل فى الشركات والمصانع والزراعة والخدمات وغيرها ولكنه تعبير عن كل جهد يبذل لخير وصالح الإنسان – فى الدنيا والآخرة ، فالمعلم عامل فى مدرسته ، والواعظ عامل فى مسجده ، والطبيب عامل فى مستشفاه ، والجندى عامل فى ميدان القتال ، والصانع عامل فى مصنعه ، وربة البيت عاملة فى منزلها وهكذا . )
• العمل من صميم الطاعة والعبادة حيث جعله الله فى المرتبة الثانية بعد الصلاة فى قوله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله) ، فإذا كانت الصلاة غذاء الأرواح فالعمل غذاء الأجسام ، وبدون العمل المخلص لا تستقيم الحياة وفق مشيئة الخالق جل وعلا إذ يختل التوازن الذى قام على سنة الله فى خلقه وهى العبادة وتعمير الأرض (واعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) . )
• قدس الله العمل ، فجاء لفظ العمل منسوباً لذاته العلية فى قوله تعالى ( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون ) ، فكل شئ فى الكون هو من عمل يده سبحانه . )
• الرسول الكريم (ص) زاول العمل قبل البعثة وبعدها ، فكان يرعى الغنم ، واحترف التجارة ، وحمل الأحجار لبناء المسجد ، وحفر الخندق ، وقاد الجيوش ، ونبى الله نوح أمره ربه بأعمال النجارة لصناعة المركب (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا و وحينا ) ، ونبى الله داوود علمه ربه صناعة الدروع وأمره بالعمل فيها واتقانها (أن اعمل سابغات وقدر فى السرد ) ، والإمام أبو حنيفة النعمان – الإمام الأعظم صاحب المذهب المشهور – كان يجيد البناء وشارك فى بناء سور بغداد التاريخى . )
• العمل شرف ولا ينبغى أن نحتقر عملاً ولا عاملاً فلكل دوره ، وكل إنسان ميسر لما خلق له فقد قسم الله تعالى المعايش والأرزاق والدرجات وفق عدله ومشيئته (نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون ) – منظومة متكاملة ومنافع متبادلة بين الغنى والفقير ، والصغير والكبير والبسيط والعظيم ليخدم بعضهم بعضاً ولينتفع بعضهم ببعض . )
• العمل شكر لله على ما أنعم الله به على العبد من مال وأولاد وصحة ومنصب وعلم • " اعملوا آل داوود شكراً" وفى الحديث الشريف " ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة ، وما سرق أو أتلف منه له صدقة " . )
• أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا من الذين يقرأون فيعقلون ويعقلون فيعملون ، ويعملون فيخلصون ، ويخلصون فيقبلون ، والله ولى التوفيق. )
م. رزق الشناوى )
دبلوم المعهد العالي للدراسات الإسلامية )
دبلوم معهد اعداد الدعاه )