أخبار من هنا وهناك

العمل تحت ضغط

 فى ظل عصر يتسم بالسرعه والتغير المستمر والمتطلبات المتزايده اصبح الكثيرون يواجهون العديد من "الضغوط " سواء فى محيط العمل (الذى يعد الأكثر شيوعا في حياتنا ) أوفى محيط العائله أو ما يختص بنواحى الحياه المختلفه . أظهرت العديد من الدراسات ان الضغوط يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الصحه العامه ، إذ عندما يكون الفرد تحت ضغط فى العمل يصبح أقل إنتاجية وأكثر عرضة لارتكاب الأخطاء !!.فى هذا المقال سنتعرف سوياً على "ضغوط العمل " ؟ و مخاطرها ؟ و الطرق الفعاله " للعمل تحت ضغط"  !!!!..
أولاً : التعرف على "ضغوط العمل
ان الضغط فى العمل ناتج عن كثرة المهام التي يجب تأديتها فى آجال قصيرة و احياناً كثيره عاجله ، و مواجهة متطلبات العملاء او المديرين التي تزيد يوماً بعد يوم هذا و لم تعد المهاره الفنيه او التقنيه هى المطلب الوحيد للقبول فى مهنه اووظيفه محدده بل  لعل ابرز التحديات التى يواجهها العاملين  هى  " ضغوط العمل " اذ يعتبرالضغط هو جزء لا يتجزأ من مهام العمل سواء كان موسمياً او متواصلاً ، لا يمكن تجنبه تماماً وهو ما يمكن أن يبعث في نفس الموظف بمشاعر القلق والتوتر..
ثانياً : هل الضغوط جيده أم سيئه؟
 إذا تم اعتبار ان الضغط دائماً "سمه سلبيه"  فإنه يجعل الكثيرون يفقدون زمام المبادره والإحجام عن الإبداع فى حل المشكلات التى تواجههم والتعرض لأمراض جسميه عديده ، لذا يلجأ الكثيرين للكتب والإنترنت ووسائل الإعلام المختلفه لإيجاد سبل لتجنب الضغوط والقضاء عليها نهائياً  ,اما اذا تحول ضغط العمل الى نوع من "التحفيز العقلي " لإنجاز المهام بسرعة و كفاءة  ، مثل التحضير لتقرير مهم أوابتكار اساليب جديده لإنجاز مهام متعدده فى وقت محدد ، و هو ما يسميه العالم النفسي الكندي د. هانز سيلي "الضغط الحماسي " فإنه يصبح مهارة مطلوبه واساسية لكل شخص يريد ان ينجح و يتميز فى مجاله رغم الصعوبات والتحديات التى تواجهه .
ثالثاً: المخاطر نتيجه لضغوط العمل ؟
تتسبب زيادة و تراكم " ضغوط العمل " فى ظهور مخاطر عديده داخل بيئة العمل مثل: انهيار رابطة الولاء بين العاملين و الشركه - ارتفاع معدل دوران العماله و زيادة تكاليف الموارد البشريه  - انطفاء جذوة الحماس و التفاؤل و الإيجابيه فى نفوس العاملين  - انخفاض الروح المعنويه لدي الأفراد وغياب روح الفريق و سيطرة مشاعر المنافسه و الصراع  - شيوع روح السلبيه و اللامبالاه فى بيئة العمل - مخاطر تتعلق بجسم الإنسان :ان العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي اثبتت أنّ هناك ثلاثة من أصل أربعة موظّفين، يقولون إنّهم يعانون "التوتر و القلق و الإرهاق والأمراض المزمنه "  حلل الباحثون 13 دراسة اوروبيه تغطى حوالى 200 ألف شخص ووجدوا ان التوتر المرتبط بالعمل او ما يسمي " التوتر الوظيفى" له علاقه بزياده قدرها 23% من حدوث النوبات القلبيه و الوفيات الناتجه عن امراض القلب التاجيه ، و جاء بتقرير نشر فى مجلة "لانسيت" الطبيه ان هذه المخاطر القلبيه كانت اقل بكثير عن الناجمه عن التدخين او عدم ممارسة الرياضه - امراض اخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والإصابه بداء السكرى وقرحة المعده و غيرها...
رابعاً : التعامل بفاعليه مع الضغوط ؟!!
1.تحكم فى استجابتك للضغوط :افادت مؤسسة القلب البريطانية ان " الطريقه التى يصدر بها رد الفعل من الناس تجاه ضغط العمل هى الأساس فى الوقايه من هذه المخاطر ، و التوتر الوظيفي " ،  تذكر أن للضغط جانب ايجابى و هو ما يعرف "بالضغط الحماسي"  لذا يمكنك استخدام الهرمونات التى تتولد من الشعور بالضغط  لتوليد طاقة للتركيز وإكمال المهمة بهمه ونشاط ، لا تنظر إلى هذه الضغوط على انها سيئه ، ابحث عن طرق لتحفيز عقلك و استخدم الضغط فى دفعك لتكون أكثر إنتاجية.
2.التعرف على ما يسبب لك الضغوط  و استخدام أساليب مختلفة للحد منه يمكن أن يساعدك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف التى تتسبب فى الضغط . في الواقع ..  قد تستطيع التخلص من بعض مصادر الضغوط بمجرد معرفة السبب وايجاد الحل لذلك في المستقبل. تدريب : احتفظ بمفكره تسجل فيها الأوقات التى شعرت فيها بالضغط ، اكتب التاريخ والوقت وسبب الضغط.
3.راجع مفكرتك في نهاية اليوم أو نهاية الأسبوع وانظر ما سبب لك الضغط ابحث عن سبل للتخلص منها مثلاً  إذا كانت قيادة السياره تسبب لك التوتر و الشعور بالضغط  قبل ان تصل للعمل ، حاول ايجاد وسيله اخرى كأن تشترك مع زملائك ان يقوم كل واحد باستخدام سيارته وتولى القياده بالتبادل ، عليك أن تعلم أن هناك بعض الأشياء لا يمكنك عمل شىء امامها, لذا الحل الأمثل ان تتقبلها .. و لتقلل من حدة مشاعرك السلبيه .
4.ترتيب الاولويات مثال: اذا طلب منك اكثر من عمل لتنفذه فى نفس الوقت , لا تتوتر بل نظمهم تبعا لاهميتهم واعرض ذلك على رئيسك وخذ موافقته وابدأ التنفيذ طبقا لجدول زمنى تحدده لنفسك حتى تنتهى فى الميعاد المحدد.
5.تحدث مع صديق أحيانا مجرد التحدث عن ما جعلك تشعر بالضغط يخففه عن صدرك او يقضى عليه ، و التحدث مع الآخرين عندما تشعر بالضغط قد يشيروا إلى شيء لم تره لأنهم يبحثون في ذلك من وجهة نظر مختلفة.
6.احصل على المساعدة إذا كنت تشعر بالضغط من عبء العمل الخاص بك اطلب من زميل لك أن يساعدك فى ذلك  ، توقع انت ايضا انه سيطلب منك المساعده.
7.اعتنى بنفسك : طالما الضغط يؤثر على جسمك , فانك تحتاج إلى اتخاذ خطوات لتعتني بنفسك كجزء من خطتك العامة للتعامل مع الضغوط ،  هناك أشياء كثيرة يمكنك القيام به لتخفيف آثار الإجهاد على جسمك منها الآتى :النوم لمده كافيه : إذا كنت تحصل على 4-6 ساعات فقط من النوم في ليالي العمل كن متأكدا انك اجهدت جسمك قبل ان تذهب للعمل. تحتاج ما لا يقل عن 7، يفضل 8 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. الحرمان من النوم هو سبب معروف لزيادة التوتر والشعور بالضغط لأن الجسم والعقل لا يعملان بنسبة 100?.
تناول أكل صحي، ليس فقط لصحة جسمك، ولكن لصحة عقلك ايضا :عندما تهمل وجبه من الطعام او لا تتناول الأطعمه الصحيه , انت تحرم جسمك المغذيات اللازمة لمحاربة والتعامل مع الضغوط. العديد من الدراسات أظهرت انخفاض مستويات بعض الفيتامينات والمعادن يزيدة التوتر والشعور بالضغط لاقل كميه عمل.
ممارسه الرياضه مصدر ارتياح كبير للإجهاد :عند ممارسة الرياضه كالمشى مثلا, الجسم ينتج مواد كيمائيه "الشعور بالسعاده" التي تكافح التوتر و الشعور بالضغط ، تشعر أنك أفضل، وجسمك أصح، و أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد، وسوف تنام بشكل أفضل.
تعلم تقنيات الاسترخاء: تقنيات التنفس، وتقنيات استرخاء العضلات و تقنيات ايقاف التفكير العقلي هى من الأساليب التي يمكنك استخدامها عندما تشعر بالضغوط . المفضل لدي الكثيرين هو ان أمكن البعد عن المكان والخروج من هذا الوضع الضاغط ، وهذه التقنيه نعرفها أيضا باسم أخذ استراحة. يمكن ان نهدأ العقل والجسم بالخروج من الوضع المجهد لمدة 10 دقائق لخفض مستوى التوتر.
خذ قسط من الراحة. اذا واجهت مشكلة لا يمكن حلها او تعانى من حمل زائد فى العمل ؟  خذ قسط من الراحة ، لأنك بذلك تعطي فرصه للعقل الباطن ان يبحث و يجد الحلول الممكنه ،و ثم عندما تعود سوف تكون أكثر قدرة نفسيه و جسميه على التعامل مع الموقف مما لو حاولت التمسك به و البقاء فى مكانك.
عزيزى .. عزيزتي تذكر ان "ضغوط العمل " لا يمكن القضاء عليها، ولكن يمكن السيطرة عليها من خلال التحكم فى استجابتك لها ، و معرفه أسبابها و كيفيه ادارتها.

                                     مع تحيات المعهد التكنولوجي لهندسه التشييد والإدارة