طبيب الاسرة

المهندس إبراهيم محلب يقود حملة لمحاربة ومنع تعاطى المخدرات داخل أسرة المقاولون العرب

الدكتور حاتم حسين حملات فجائية لجميع فروع الشركة للكشف عن المدمنين
** الدكتور حاتم حسين حملات فجائية لجميع فروع الشركة للكشف عن المدمنين
من أجل مجتمع نظيف والمضى قدماً لإرساء قواعد المدينة الفاضلة داخل مجتمع المقاولون العرب الذى يربو عن 70ألف عامل يقود المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الإدارة حملة لمحاربة ومنع تعاطى المخدرات بين العاملين بالشركة بإعتبارها آفة إجتماعية خطيرة تفتك بالصحة وتدمر الأسرة والمجتمع وتضعف الإنتاج وتفقد العقول وفوق ذلك تحرمها الأديان السماوية ... وحول تفاصيل هذه الحملة تعالى معنا عزيزى القارئ للتعرف على المستهدفين منها والتعريف بأضرارها وتجنب أخطارها .
فى البداية يقول الدكتور حاتم حسين مدير الإدارة الطبية إنطلاقاً من الحملة التى يقودها المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الإدارة وحرصاً من الإدارة الطبية على صحة وسلامة جميع العاملين بالشركة فقد تم عمل توعية وإقامة ندوات للعاملين وتوزيع بوسترات للتعريف بأضرار المخدرات ، كما تقوم الإدارة الطبية حالياً بتنظيم حملات مفاجئة للكشف عن من يتعاطى المخدرات حيث يتم عمل تحاليل فجائية للسائقين والعاملين بإدارات الأمن ومن يشتبه فيهم وهى تنظم بشكل يومى لتشمل جميع فروع وإدارات الشركة داخل وخارج مدينة القاهرة ، وقد تم عمل حملات مفاجئة لكل من إدارات المعامل ونقل وصب الخرسانة وورش فرع شبرا والمشروعات الميكانيكية وقطاع الكبارى ومشروع طب الأزهر وعمليات كفر الشيخ والنادى والحاسب الآلى وتأجير المعدات وفروع الإسكندرية والقناه وسيناء مؤكداً أن من يتم ثبوت تعاطيه للمخدرات سيتم إنذاره وإن استمر سيتم إنهاء خدمته فوراً مشيراً إلى أنه تم بالفعل فصل 3عمال ثبت تعاطيهم للمخدرات .
ويقول الدكتور حاتم حسين: أن العلماء يعرفون المخدرات بأنها المادة التى يؤدى تعاطيها إلى حالة تخدير كلى أو جزئى مع فقد الوعى أو دونه وتعطى شعوراً كاذباً بالنشوة والسعادة مع الهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال وتقود إلى الإدمان وتؤثر بصورة أو بأخرى على الجهاز العصبى ولها أنواع متعددة ويمكن تقسيمها وتصنيفها إلى قسمين :
القسم الأول مخدرات طبيعية وهى المشتقة من نباتات الخشخاش والقنب والكوكا والقات حيث تحتوى أوراق هذه النباتات أو ثمارها على مواد مخدرة ، أما المخدرات ذات الاشتقاق الطبيعى فيقصد بها المواد المخدرة التى يتم استخراجها من النباتات ومنها المورفين والكوكايين والكودايين وعقاقير الهلوسة .
الجرعة الأولى
والإدمان كما يقول الدكتور حاتم حسين يرجع إلى سببين رئيسيين الأول استعداد شخصى ونفسى ، والثانى عدم التكيف مع المجتمع بجميع أشكاله وهو يبدأ بالجرعة الأولى فى إطار مجاملة بين صديقين وبعد أن يستهين الإنسان ويظل مع قرناء السوء من بنى جنسه أو الجنس الآخر ينقلب الأمر عليه ويصير طالباً لا مطلوباً ويهلك فيها نفسه وماله ويخسر كل من حوله ثم يصبح جرثومة من المرض تصيب كل من خالطها ويظل كذلك حتى تودى بحياته أو يودع فى مصحة ، كما أن الإدمان ينقسم إلى نوعين الأول إدمان جسمى حيث يتعود المدمن على نوع المخدر فيتشبع به الجسم تشبعاً كبيراً ويصعب معه التوقف لأن التوقف فجأة يصيب الجسم بمضاعفات خطيرة قد تؤدى به إلى الوفاه مثل الأفيون ومشتقاته وكذا الكوكايين .
والنوع الثانى فيسمى الإدمان النفسى والذى يتعود من خلاله المدمن على نوع من المخدرات ولكن يسهل علاجه مثل الحشيش والقات والحبوب المنبهة والمنشطة وشم البنزين وطلاء الأظافر .
الأضرار الصحية للمخدرات
ويقول الدكتور حاتم حسين لقد ثبت علمياً بما لا يدع مجالاً للشك أن تعاطي المخدرات أياً كان نوعها يؤثر تأثيراً مباشراً على أجهزة البدن، من حيث القوة والحيوية والنشاط ومن حيث المستوى الوظيفي لأعضاء الجسم وحواسه المختلفة.
وأكد العلماء من خلا ل دراساتهم أن متعاطي المخدرات تصيبه أضرار جسيمة في قواه العقلية وقدراته الفكرية وطاقاته المدركة والمخدرات تؤثر تأثيراً مباشراً ومتفاوت الدرجات على العقل والوظائف العقلية للفرد، وقد ثبت من التجارب أن استعمال الحشيش بانتظام يصيب المتعاطي بالتبلد والعزوف عن الواجبات المنوطة به.
ويؤكد العلماء إنه بدخول المخدر إلى الأوعية الدموية المتصلة بالمخ ينتقل مفعول هذا المخدر إلى موقع الخطر الكامل، فيرتبك عمل المخ وتشل وظيفته الطبيعية بوصول المخدر إلى الجهاز العصبي المركزي، وبإدمان الفرد لهذا المخدر يصبح الفرد أسيراً لهذه المادة المخدرة التي ما تلبث أن تسبب ضموراً وتلفاً تدريجياً للخلايا العصبية للمخ، وبذلك يضمحل مخ المدمن ويقصر في أداء مهامه، فيصبح هذا المدمن ضعيف الذاكرة، قلقاً، مضطرباً، لا يتحكم في عمليات الإخراج أو الكلام أو غيرها.
هذا وللمخدرات تأثير سلبي علي الدم الذي تتوقف عليه حياة الإنسان حيث تسبب نقصاً في كمية هذا السائل وتكسر كراته الحمراء والبيضاء، كما تسبب فقراً به نتيجة لسوء التغذية، المترتب على سوء الهضم والامتصاص الذي يسببه الإدمان، كما تؤثر المخدرات على الشرايين، فتفقد مرونتها وتتمدد وتغلظ حتى تنسد أحياناً بتكون الجلطات، أو تضيق وتصاب بالتصلب وكلها تؤدي إلى أمراض القلب، التي تؤدي إلى الوفاة فجأة، أو إلى حدوث جلطات في الأوعية الدموية للمخ، وهذا ينتج عنه شلل ووفاة كما أن للمخدرات أثر كبير علي الكبد المنوط به وظائف في غاية الأهمية، يتوقف عليها حياة الشخص، و هي حماية الجسم ضد كثير من السموم السابحة فيه، وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن وغيرها من الأمور التي تسمم الدم بدرجة أكبر وبالتالي يزداد العبء لدرجة أن يصبح معها الكبد تالفاً ومتليفاً وغير قادر على أداء وظائفه بنجاح.
كما أن تعاطي المخدرات عن طريق الشم يؤدي إلى تآكل وضمور الغشاء المخاطي للأنف ومع استمرار التعاطي يحدث ثقب في الحاجز الأنفي وتشوهات بالأنف مما يؤدي إلى تكوين قشور سميكة بالأنف عند محاولة التخلص منها ينتج نزيف متكرر، كما يؤدي ضمور الأغشية المخاطية إلى فقد كامل لحاسة الشم، وما يتبعها من عدم التذوق .
ـ كما يؤكد المتخصصون من علماء النفس والأطباء النفسانيين أن ظاهرة الإدمان في حد ذاتها هي مرض نفسي، بل طاعون نفسي، وللمخدرات تأثير ضار على الناحية النفسية، سواء في المراحل الأولى من تعاطيها أو في المرحلة المتأخرة منها وهي الإدمان، فعندما يبدأ الشخص في تعاطي المخدرات يختلط عنده التفكير ولا يحسن التمييز ويكون سريع الانفعال، ثم تتبلد عواطفه وحواسه بعد ذلك، وبتكرار التعاطي يصبح الشخص كسولاً قليل النشاط يضيع وقته في أحلام اليقظة ولا يمكنه أن يخفي هذه الظواهر عن المجتمع فيلجأ إلى الخداع والغش والكذب والتزوير وحيل نفسية متعددة وخرق القانون.
كما أن كثيراً من الذين يتعاطون المخدرات يسقطون صرعى الأمراض العقلية والنفسية، فتظهر عليهم الهلاوس السمعية والبصرية والحسية كأن يحس الشباب إحساساً خاطئاً بآلام في الجسم أو ضمور في أطرافه أو كأن هناك حشرات تمشي على جلده، وقد يظهر المرض العقلي على صورة شك عنيف في أفراد أسرته والمحيطين به وكل من يتعامل معهم، وعندئذ تكثر عنده الأفكار الخاطئة ضد الغير.
حكم تعاطي المخدرات من القرآن والسنة
ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى تحريم تعاطي المخدرات قليلها وكثيرها لضررها وإفسادها العقل، وأجازوا تناول القليل النافع من أجل المداواة لا للهو لأن حرمتها ليست لعينها بل لضررها
قال ابن عابدين في حاشيته: " وإلا فالحرمة عند قصد اللهو (المتعة واللذة ) ليست محل خلاف بل متفق عليها".
وقال ابن تيمية: " هذه الحشيشة الملعونة حرام سواءً سكر بها أم لم يسكر" .
فإذا تناول شخص من هذه المخدرات لغير قصد دوائي ضروري عوقب شرعاً العقوبة التعزيرية التي يراها القاضي محققة للزجر والردع.
والمختلف فيه حكم التداوي بها فيما لو أشار طبيب ذو مهارة في الطب وثقة في الدين بتناول قدر يسير من المخدرات بقصد العلاج:
فمن يرى أنها مسكرة ويعطيها حكم الخمر حرم التداوي بها، وذهب أكثر الفقهاء إلى جواز التداوي بالمخدرات، وبالمقدار الدوائي اليسير الذي يحدده طبيب حاذق بدينه وأمانته، أما المخدرات العامة الطبية فلا يلجأ إليها أصلاً إلا لضرورة طبية وللأعمال الجراحية حصراً، والضرورات تبيح المحظورات. وقد يلجأ إليها بدافع إجرامي فيكون الفعل والدافع محرمين. أما تعاطيها بغير مقصد طبي فذلك محرم قطعاً لأنها تغيب العقل والحواس ولا يستيقظ المخدر بها قبل إطراحها من الجسم.
أدلة التحريم
لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم أو السنة المطهرة على تحريم تعاطي المخدرات لأنها لم تكن معروفة في عصر التنزيل إنما جاءت الشريعة الغراء بنصوص عامة تبين للأمة المسلمة وإلى يوم القيامة، ما يضرها وما ينفعها ضمن قواعد ثابتة يؤيدها العقل والعلم.
قال تعالى : (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)الأعراف 157.
فالقاعدة الكلية في الشريعة تحرم الخبائث وتبيح الطيبات، ولا يوجد عاقل يقول أن المخدرات من الطيب المباح لما لها من الأضرار الخطيرة التي لا تخفى على أحد، وقد حرمتها كل الأمم في قوانينها الوضعية. فهي قطعاً من الخبائث، وأي خبيث أعظم مما يفسد العقول التي جاءت الشريعة لحفظها.
يستدل العلماء بنصوص تحريم الخمر على تحريم المخدرات، فالخمر هي ما خامر العقل، أي ستره وغطاه، وهذا المعنى موجود على أشده في المخدرات.
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل مسكر خمر وكل خمر حرام" متفق عليه .
وعن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما أسكر كثيرة فقليله حرام "وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر "
يقول ابن حجر العسقلاني: " واستدل بمطلق قوله صلى الله عليه وسلم " كل مسكر حرام" على تحريم ما يسكر ولو لم يكن شراباً فيدخل في ذلك الحشيشة.
" وقال الذهبي في كتابه الكبائر " وبكل حال فالحشيشة داخلة فيما حرم الله ورسوله من الخمر المسكر لفظاً ومعنى "
وقد ذكرنا ما ثبت طبياً من أن المخدرات تؤدي إلى ضياع العقل والصحة وقد تؤدي إلى الهلاك والموت، ومن هذا يتبين أن تعاطي المخدرات اعتداء على الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة لحفظها قال تعالى : (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) وقال أيضاً (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا ضرر ولا ضرار "